! الإعلام سلطة أم تَسلط
March 26, 2016
الأنانية وحب الذات
March 31, 2016

العالم الافتراضي إلى أين …؟

يتسارع التقدم التكنولوجي بوتيرة خيالية لا ندري معها إلى أي مآل يقودنا هذا التقدم المجنون الهستيري الغير القابل للضبط أو المسايرة

كل منا يستعمل التكنولوجيا حتى أنها أضحت جزءًا رئيسيًا من نمط عيشنا. هل يمكن افتراض حياة دون تكنولوجيا ؟  فنوعية العيش أصبحت أفضل، أسهل لكنها أسرع مع افتقادنا أو تنازلنا عن مجموعة من الثوابت

فالهواتف الذكية مثلا توجد في معظم البيوت وقامت بزرع نوع من الهلوسة لدى مستخذميها. فكلما ظهرت نوعية جديدة إلا وبدأ الحديث عن النسخة القادمة

معظم مستخدمي هذا النوع من التكنولوجيا يعيشون عالما افتراضيا بعيداً كل البعد عن الواقع.ففئة المراهقين و الشباب خاصة تقضي معظم الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي في جميع الأوقات و الأماكن، فالمستخذم يفضل ربط علاقات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي عوض الحفاظ على أصدقائه الحقيقيين و الفعليين. كما أنه ينعزل عن العائلة سواء بالجسد أو الذهن، إذ رغم تواجده مع العائلة فذهنه موجه إلى عالم آخر

لا يمكن لأحد إنكار القيمة الإضافية لهاته المواقع، غير أنها تؤجج نزعات الأنانية والفرادنية أكثر. كما أنها تضرب بعض القيم في العمق، خصوصا: الصداقة و العائلة. كما أن المستخذم الذي يلج هذا العالم الافتراضي دون مناعة مسبقة أو قدرة على التوجه للاستعمال السليم يبقى عرضة لشتى أنواع التأثيرات و الاستقطاب. ( أغلب ضحايا الفكر المتشدد هم من المراهقين مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي)

فتحليل بسيط لهذا الاستقطاب يبيَن بأن هذه النتيجة طبيعية وعادية باعتبار أن هذا المراهق الذي لم يكمل بعد تكوينه النفسي أو الجسدي ويعاني من نقص في النضج والتجربة حتما سيسقط في فخ خلايا إجرامية دون رحمة

ولوج شبكة عالمية دون اعتبار لكل أنواع التباين بين الدول سواء منها التنموي، الثقافي أو الاجتماعـــــي و محاولة التحرر من كل التأثيرات البيئية قد يؤدي إلى نوع من التيهان و الضياع عند مقارنة بسيطة لما هو معاش و ما هو افتراضي، إذ ليس من السهل الانصهار في عالم جديد و الانسحاب من العالم الأصلي وغالبا ما تحدث الصدمة عند عملية الانتقال بين العالمين

من حين لآخر نتساءل عن سبب انجرافنا نحو هذا العالم الجذاب المجهول و إلحاحنا على سبر أغواره

فمن خلال اسمه نستوعب أنه عالم غير واقعي مختلف عن عالمنا الواقعي الذي نعيشه ورغم ذلك نلجأ إليه بإدراك أو دون إدراك ! ربما حالة اليأس وعدم القدرة على مواجهة الواقع المعاش تجعلنا نفضل الفرار على المواجهة. كما أن فطرة الإنسان تدفعه دائما للبحث عن السهل والجديد وعدم الاكتراث لما هو معتاد. وتقوده دائما إلى التحرر من جميع القيود، فعوض العيش بين أحضان الدولة القطرية، بالإمكان التحلي بصفة المواطن العالمي دون اعتبار لأي نوع من الحدود

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *