Giving advice
June 26, 2016
Would like
July 11, 2016

صناعة المفكرين

لطالما كان المثقف وراء واقع النهضة و عملية التحديث من خلال الثورة الثقافية التي يقودها و التي تسبق وتلازم جميع الثورات سواء الفلاحية، الصناعية أو حتى عملية الإصلاح الديني. دوره لا يخفى على أحد في تحقيق التنمية، فضح الفساد و تنوير الرأي العام، فهو يبدو دوراً معنويا رمزيا غير أنه في حقيقة الأمر يجسد لتلك الشحنة التي تسبق أي عملية تغيير أو رفض لما هو واقع
من أجل سحب البساط من المثقف و تجريده من وظيفته التاريخية، تلجأ بعض الجهات إلى ما يسمى بعملية «صناعة المثقف» من أجل السيطرة على الوضع وتمرير كل المخططات بطريقة سلسة وسلمية من خلال السيطرة على النفوس قبل الأبدان
تستغل هذه اللوبيات وسائل الاتصال المتطورة (السلطة الناعمة) لتقديم بعض الأشخاص (عملاء) كمثقفين أو مفكرين و فرضهم على الجميع
دور هذه الشرذمة من الناس هو تمرير وفرض أفكار معينة على السواد الأعظم من الناس من خلال سلسلة من العمليات تهذف إلى

السيطرة على الإدراك والقضاء على الحس النقدي للفرد وتجريده من حقه في التفكير والتقرير
القضاء على ملكات الخلق و الإبداع لتكريس السيطرة و الاحتكار-
نشر الجهل بكل أنواعه و تجلياته و تكريس واقع الرداءة والتردي-
تنميط حياة الجميع وفق نموذج معين لتشجيع الاستقبال و الاستهلاك و القضاء على الإنتاج-
تطييع وتركيع الجميع بكل تلقائية ودون إدراك-
محاربة وتهميش المثقفين الحقيقيين-
سيطرة و احتكار حفنة من الأفراد لوسائل الإنتاج و قيادتها لمصير المجموعة ككل-
صناعة المثقفين هي عملية تطرف في حد ذاتها ترمي إلى إقصاء الطرف الآخر ( النقيض) و النيل من التعددية و الاختلاف، فهي بذلك حالة شاذة قد تسبب ردود فعل عنيفة أكثر من العنف الذي تمارسه وتتسبب فيه

المثقف إنسان نزيه يبحث عن الحقيقة دون اعتبار للثمن من خلال تمرده على الواقع وطرحه المتواصل لأسئلة غالبا ما تفاجئ الجميع لا يكترث بمظاهر الأشياء قدر اهتمامه بجوهرها
عندما تنفصل الثقافة عن الأخلاق والنزاهة، تسود كل أنواع الرذيلة، الارتزاق والخديعة فتنفصل الكلمات عن معانيها و الفضائل عن أصحابها فيسود اللا منطق و اللاعقل والبقية لا يعلمها إلا المولى عز وجل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *