الأنانية وحب الذات
March 31, 2016
Self-motivation : A question of survival
April 6, 2016

اللغة العربية و خلفيات استهدافها: محاربة اللغة تقويض للهوية وتخريب للأمة

يعيش العالم العربي أشد فترات انحطاطه وتخلفه على جميع المستويات. إذ ما نكاد نتعايش مع انتكاسة إلا ونجد أنفسنا أمام انتكاسة أخرى إلى حد أن حاضرنا ومستقبلنا أصبح مطوقا بجميع أنواع القيود الداخلية أو الخارجية على حد سواء. هذا الوضع غالبا ما يحيلنا على فترات مريرة من تاريخ الأمة كتلك المتعلقة بحملات المغول و سقوط الأندلس
فمسلسل تكريس واقع البلقنة في اضطراد غير مسبوق في خضم الأطماع الغربية / الصهيونية من جهة و الفارسية / العثمانية من جهة أخرى غير أن الخطر الذي يدعو إلى الاستغراب و الحسرة هو استهداف الهوية الإسلامية و القومية العربية من طرف نخب تشاطرنا نفس الانتماء
فمنذ عقود من الزمن واللغة العربية تقاوم و تصارع محاولات التقويض و الإقصاء. فمن دعاة الأمازيغية، إلى دعاة الفرانكفونية ثم دعاة العامية. تتجسد دائما هذه المحاولات و بصفة دورية في دعوات إلى النهوض بالعامية أو الأمازيغية واعتمادها كلغة للتدريس. كما أن هذه الدعوات تتباين و تتناسل في حلل متعددة غير أن الهدف واحد وبيًن للجميع
غني عن البيان القول أن استهداف اللغة الوطنية ( العربية) يرمي إلى تثبيت عملية انسلاخ الذات عن هويتها باستعارة لغة بديلة للسيطرة على إدراك الفرد ونمط تفكيره لترسيخ الاستلاب الثقافي و التبعية. فيصير بذلك كل فرد مستقبلا، مستهلكا، منبهرا، ومدافعا على كل ما يقدم له ( الكائن الاقتصادي). فتنتهي العملية باندثار حس الفكر النقدي و الممانعة و استدامة الاستعمار بكل أنواعه و تجلياته
لا جرم أن وراء هذه الدعوات و الأفكار الهدامة جهات أجنبية ترمي إلى المس بالهوية القومية و الإسلامية لمجموعتنا من أجل زرع ألغام التفرقة و الإضعاف. فكيف لنا التخلي عن لغة لتكتل عربي يصل إلى 300 مليون فرد و الاعتماد على لهجات تعتمدها مجموعات صغيرة متفرقة مترامية على مدار العالم العربي في زمن لا مستقبل فيه إلا للتكتلات الإقليمية الضخمة. كما أن التاريخ البشري لم يشهد تنمية أو نهوض لدولة اعتمدت على لغة أجنبية ما وهمشت اللغة المحلية
من المؤكد أن الاهتمام و الحفاظ على اللهجات المحلية و عملية تطويرها هو اهتمام بالهوية الوطنية و إغناء لجميع مكوناتها. فليس هناك أي صراع بين لغة الضاد و اللهجات المحلية، بل بالعكس فهي تقوم بعملية احتواء جميع الانتاجات والإسهامات وتغتني بإبداعاتها التي لا يمكن لأي كان إنكارها. كما أن الانفتاح على اللغات الأجنبية يجعلنا أكثر اطلاعا على إنتاجات الآخر و استفادة منها بطريقة عقلانية
صحيح أن اللغة العربية انفصلت عن كنوزها، لكنها لم تكن في أزمة أو تقهقر. بل المعضلة في عجزنا عن تطوير وتبسيط لغتنا من أجل إغنائها و إحياء إرثها الثقافي المتنوع عن طريق مواءمة التراث مع الحداثة. فاللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب و إنما هي قضية حياة أو موت

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *