رحلة تأمل في رواية في بلاد الرجال لهشام مطر
December 21, 2023
قراءة في رواية المعطي للكاتبة لويس لوري
January 5, 2024

لماذا رأي اليوم؟

لماذا رأي اليوم
من المؤكد أن استمرار رحلة جريدة “رأي اليوم” بعد مرور عقد من الزمن على انطلاقها بوتيرة عطاء متصاعدة وانتشار أوسع ووقع أكبر ليس بالأمر الهين أو المتاح، إذ يبطن من العمل والكفاح والمكابدة والتضحيات ما يصعب حصره في مقال. إننا بصدد تجربة إعلامية إنسانية متجردة عن الاستمالة والإغراء المادي مع كامل الاستبسال في ممانعة المضايقات والضغوطات والإكراهات المنبعثة والموجهة من كل حدب وصوب، تجربة وجدت في القارئ العربي المحتضن الوفي والمؤمن بالفكرة ونبل أهدافها، تجربة انفتحت على همومه
.واحترمت خصوصيته الثقافية وبنيته الذهنية وحالته النفسية

.نحاول من خلال المقال التالي الخوض في بعض أسرار نجاح التجربة وتفوقها

الرأسمال المعنوي

من النافل القول إن معظم التجارب الإعلامية المتواجدة بقوة في الوقت الراهن توظف من التمويلات الأرقام الفلكية المرعبة من أجل تحقيق الانتشار والظفر باهتمام الناس وتحقق المرامي المصاغة مسبقا تبعا لأبعاد ثقافية وسياسية واقتصادية صرفة تضع الموضوعية موضع نقاش ومساءلة. نتحدث عن مقاولات ضخمة تشغل العدد الكبير من الطاقات والموارد البشرية وتتنافس على استمالتها وإغرائها. ينحو نهجها نحو التوغل في المنافسة الشرسة فيما بينها وفرض الإسم والمنتوج غصبا (ولو بطريقة لينة) على القارئ وملاحقته وتقييد حرية اختياره. غير أن تجربة رأي اليوم اختارت دربا مغايرا منفردا قادها نحو التميز والإنجازات النوعية، بموارد محدودة حققت الجريدة انتشارا واسعا وتمكنت من إرساء تصور نظيف وشريف ومحترم عن رسالتها ومحتوى ما تنشره بين الناس. حقيقة، نجحت التجربة في مشاركة قيم جميلة ونبيلة احتراما لمشاعر الناس ومعاناتهم ولم تنخرط في تعميق واقع الضياع والتيهان والحيرة من خلال المتاجرة في أزماتهم أو تضليل إدراكهم، بل التمست الرقي في ترك حرية التعامل مع الخبر والإقدام على التقييم من خلال احترام حق الاختلاف والتعدد ومنحت القارئ حق التواصل والتعبير والتفاعل مع محتويات النشر. رغم القصور المالي والدعم الرسمي، حققت الجريدة الأصعب والأهم من خلال نيل المصداقية وتحقيق الجودة واكتساب الاحترام في رحاب قاعدة قراء ممتدة على بقاع المنطقة العربية وهو الأمر الذي لم تفلح كبريات المشاريع الإعلامية في بلوغه. نجاح التجربة إذن يدعو الذات إلى
.مراجعة مفهوم النجاح وماهيته وعدم اختزاله في الكسب المادي الصرف

الثبات على القيم

أبحرت سفينة رأي اليوم بفضل شراع قيمة الثبات على المبدأ والوفاء لثوابت التأسيس التي تجسدت في الاستماتة في الحفاظ على نفس التصور التأسيسي والنهج التحريري. ثمة قيم تنشط في رحاب التجربة وتتلقى تجاوب القارئ وترحيبه وانصهاره الوجداني في مشاركتها. تظل الجريدة نقطة ارتكاز لمن توغله الشك أو داهمه التيهان أو احتنكه الضياع، إذ يجد فيما
.ينشر بين طياتها مادة من أجل التدبر والتفكر والانخراط في بناء نسق الفهم الذاتي المستقل

قداسة الفكر الحر

هناك اجتهاد متواصل من أجل تكريس حرية التعبير عن الرأي وموضوعية نقل الخبر و تدافع الأفكار المتعارضة بعيدا عن الأدلجة أو الطائفية أو التمييز العرقي أو التقنين أو التضليل
.في احترام تام للقارئ والكاتب على حد سواء في ظلال القوانين وأدبيات مزاولة المهنة

الدفاع عن قضايا المنطقة العربية

استجابت الجريدة إلى تعطش مواطني المنطقة العربية إلى صوت يسمع صوتهم وأنين معاناتهم وتوجعهم، فوجدوا في محتويات المادة التي انصهرت التجربة في صناعتها تجسيدا
.لتمردهم وتعبيرا عن معاناتهم وقلقهم وتطلعاتهم ومنبر ثقة يتحدث باسمهم ويعبر عن خفايا وجدانهم وانتمائهم

في فضيلة “رأي اليوم” وجدت الترحيب والتقدير وأتشرف دائما بالنشر على صفحاتها وبالمشاركة المتواضعة في سريان تجربتها المتميزة والمشرفة ونحسب التجربة تستجيب لقوله
.تعالى: ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)

تم نشر المقالة على رأي اليوم 09 شتنبر 2023 أنقر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *