أليست الألعاب الأولمبية إلا مرآة لواقع التخلف العربي؟
November 23, 2021
الدول العربية وشبح الديون الخارجية
March 18, 2022

المغرب والجزائر وضرورة استحضار الحكمة والعقلانية

من السهل الانسياق وراء المشاعر الوجدانية والتصورات الذهنية والأحكام المسبقة أثناء عملية بناء الرأي والاسراع بالجزم في الأحكام دون التريث والرجوع الى جذور الأحداث التاريخية واستحضار العوامل النفسية والذهنية والجغرافية من أجل التحلي بالعقلانية والموضوعية وتحقيق نتائج إيجابية. يبدو أنه المنحى المتبع من طرف أغلبية المحللين والكتاب في تناول الخلاف أو مشاحنات سوء الفهم بين المغرب والجزائر. ماذا سنجني إذا استمر كل طرف في إلقاء التهم على الآخر؟ لماذا تبديد الطاقة والوقت في صراعات بينية مصطنعة قاتلة عوض الانكباب على مواجهة العدو الحقيقي؟

عندما ينجرف المواطن العادي وراء الميولات الوجدانية في تجسيد حسه الوطني حسب اعتقاده حينئذ تكون ردود الفعل كهذه متوقعة ومفهومة، لكن أن يتبع النهج نفسه أصحاب المعرفة وأهل البرهان هنا يأخذ التباين بعدا أعمق ويحيل على أزمات سوء الفهم و نعرات التعصب. ما الفائدة من إشعال نار الفتن وتغييب العقل؟

تاريخيا، تكتنف العلاقات البينية بين الدول الأوربية صراعات دموية أكثر تعقيدا وفتكا ومع ذلك تم تغليب منطق المصالح المشتركة وضرورة الحفاظ على تماسك بنيان الكيان الأوروبي
.من أجل مواجهة تحديات المستقبل وضمان البقاء وفرض الذات

.ربما العدو الحقيقي، بتعدد أوجهه، للبلدين مشترك وهويته معروفة ومكشوفة ويغدو الإلحاح على التعنت في الشد والجدب بمثابة تعبيد الطريق لتوغل الأطماع في البلدين معا
:حقيقة، الأعداء الحقيقيون للبلدين الجارين هم

المشاريع الجيواستراتيجية الإقليمية التوسعية التي تهدف الى جعل البلدين محميتين خاضعتين وإفراغ معنى السيادة من المحتوى، الجماعات الإرهابية النشطة في شمال افريقيا وما يقع في ليبيا ليس ببعيد، مخططات التطويق و التقسيم والاجهاز على الدولة الوطنية، الفساد و و سوء التدبير والاحتقان الداخلي، وأخيرا وليس اخرا المخطط الصهيوني الذي يستوطن
.جميع المخططات والمؤامرات الخارجية

من المؤكد أن المس بسيادة أي بلد هو تلقائيا تهديد لسيادة البلد الجار. لن ينعم اي بلد من البلدين بالأمن والاستقرار مادام البلد الجار يئن تحت وطأة المؤامرات ومخططات التقسيم لأنه
.ببساطة سيتم تصدير مخرجات تلك المخططات الى البلد المجاور والبقية يعرفها الجميع

:باعتبار هذه المعطيات يستوجب ابداع بدائل وحلول تخدم مصلحة الجميع واستثمار المعطى الوجداني المشترك بين الشعبين بكل عقلانية، وذلك من خلال

الابتعاد عن المقاربة القديمة والخطاب المتجاوز حول ضرورة استثمار عامل الدين والثقافة والتاريخ المشترك، بل ربما يستوجب الهم بحوار جاد يستهدف محاور الخلاف ومعوقات –
.حسن الجوار مع ضرورة استبعاد أي طرف ثالث من أجل إيجاد حلول جدية
.استحضار العقلانية والحكمة –
.القطيعة مع الموروث المعقد من الأزمات الدبلوماسية –
.ترميم البيت الداخلي وانكباب كل بلد على أزماته الداخلية واحترام حرمة الاخر والكف عن تمويه الناس بأساليب بالية وعقيمة –
.تفكيك القضايا العالقة ودراسة كل ملف على حدة منفصلا عن البقية –
.استثمار العامل الوجداني بين الشعبين وكف وسائل الإعلام عن نشر خطابات الشعبوية والتضليل والتشنج –
.التحلي ببعد النظر في معالجة الأمور إذ كل ما يسيء إلى بلد بالضرورة يسيء الى الآخر على المدى القريب أو البعيد –
.وحدة كل بلد وسيادته خط أحمر لا يجب المس به على الإطلاق –
.الكف عن هرطقات الإعلام وبعض الساسة والتزام الرزانة والترفع عن الخطابات اللامسؤولة –
.التركيز على الجانب الإيجابي في الموروث التاريخي المشترك –

أفتخر بانتمائي الوجداني للمغرب و للمغرب العربي وللعروبة و للوطن العربي بجميع مكوناته الثقافية المختلفة والمتجانسة وأرجو أن يترفع الجميع عن الشوائب ومسببات الشقاق
.والانقسام التي لا تزيد إلا في تعميق قساوة الوهن وترسيخ واقع الذل واندثار الجميع

تم نشر المقالة على رأي اليوم يوم 08 غشت 2021 أنقر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *