هناك حضور قوي للماضي في ذهنية الإسبان يؤثر على جميع المبادرات وردود الفعل و تتميز نفسية الإسبان بطغيان الأنفة و التعنت والتعصب
.والحنين للأمجاد الخوالد في تاريخ الدولة الإسبانية
في نفس الوقت تعاني إسبانيا من عقدة النقص الناتجة عن التخلف عن مواكبة تطور وتقدم دول الشمال التي ترى في إسبانيا واقعا تبرأت منه منذ عقود خلت وتزدري تخلفها عن الانخراط في تجربة التنوير وسلسلة الثورات الثقافية والاقتصادية والسياسية. لم تحظى اسبانيا بنفس التجربة وحرمت حسنات سيرانها في دول الجوار. ربما تشكل دول الجنوب بما فيها المغرب مرتعا لتفريغ عقدها والتبرؤ مما يعيبها ويعيق فرض شخصيتها واحترامها على دول الشمال
ترتبط اسبانيا ارتباطا وثيقا بالقيم المسيحية وبالكنيسة وتبدي التشدد في الدفاع عن هويتها وقيمها المسيحية التي تقربها من دول الشمال وتمنحها
.نفس الانتماء ولن تقبل أبدا بقيم ثقافية أخرى خصوصا قيم الثقافة الإسلامية للجار الجنوبي المغربي
تركز إسبانيا على التطلع في الانخراط في دول الشمال حيث التطور والحداثة والمستقبل الأفضل بينما لا تمثل دول الجنوب غير معرة التخلف
.والتراجع والانحطاط
تشكل دول الشمال بيئة الحداثة وتقدم نماذج الإقلاع و مجال التنافسية والأفكار والتصورات وتفتح الآفاق على جميع الأصعدة، إنها المستقبل بكل
.وعوده وخيرات
هناك خلفيات وتمثلات وأحكام مسبقة تفسر الخوف المستمر من الجار الجنوبي وضرورة استدامة تخلفه واضعافه. إذ أن تقدمه لا يشكل إلا منافسا شرسا لإسبانيا وقد يسلبها بعض الامتيازات المقارنة خصوصا فيما يخص الصناعة السياحية وجلب الاستثمارات الخارجية، واستدامة استعمار سبتة
.ومليلية في قلب التراب المغربي ربما يفسر ذاك التوجه الحذر
هكذا نرى خلفيات طبيعة رؤية الإسبان للمغرب من طرف واحد، قد نخطئ وقد نصيب وقراءة الطرف الآخر ربما تقدم التأكيد أو النفي التماسا
.للحقيقة والتقارب والوفاق
تم نشر المقالة رأي اليوم يوم 22 يناير 2021 أنقر