على المستوى الذهني والفكري
وهو المستوى المنطلق في كل مبادرة لأنه يهم الإلهام و الأفكار والتصورات. حقيقة يشارك المثقف فعليا في بناء فكر سليم ومعتدل من خلال المساهمة في بناء المفاهيم والتصورات واكتساب فكر نقدي معين على تمييز وتبيان حقيقة الأمور وفهم ردود الفعل وامتصاص وقع خيبات الأمل. كما يعمل بتمرده الفكري المستمر على إنقاذ العقل من الاستسلام لسلطة اليقينيات والأوهام والأحكام المسبقة ويدعوه الى العقلانية والنشاط المستمر دون الاتكال على الجاهزية والتواكل والوصاية في استيعاب مجريات الأمور ويحثه على التحكم في غرائزه
.البدائية والترفع على دنايا الاهتمامات والانشغالات
على المستوى النفسي
يساهم المثقف في بناء التوازن النفسي للشخصية ببث روح الأمل والتفاؤل العقلاني ومنح الطاقة الايجابية وإحياء الثقة في النفس للاستمرار في مواجهة قساوة وضراوة ظروف الحياة
.وعدم الاستسلام أو الخنوع في لحظات الضعف والتيهان
على المستوى الجماعي
يشارك المثقف في المحافظة على تماسك النسيج الداخلي ومتانة منظومة الأمن القومي وحماية الدولة من التفكك من خلال التنبيه للتناقضات الداخلية والتعبير عن هموم الشعب وإيصال
.صوته والكشف عن محاولات الاختراق الخارجي
يرتقي المثقف إلى مقام رائد الوعي الجماعي والواقي من سلطة الأوهام و البديهيات والخرافات، ويمثل قاطرة الرفع بنوعية اهتمامات الناس وتوجهاتهم ومخاوفهم من خلال عمليات
.التنوير والتثقيف والتأطير. كما يعين على فهم الواقع وكشف الغمة وتقديم الحلول والبدائل في الأزمات و فترات الارتداد والشك والغموض
تظل أسماء رجالات خالدة في أذهاننا وحية في وعينا الجماعي تنير لنا الطريق وتلهمنا الثبات على المواقف، رجالات تصدع بالحق في الحياة وبعد الممات خلدت استحضارها بصدق
.القول وشجاعة الفعل، كلما مر الزمان إلا وازدادت مقاماتها لمعانا وتقديرا عند كل الاجيال
تم نشر المقالة على صحيفة رأي اليوم بتاريخ 29 يناير 2020 أنقر