Way to go
October 18, 2019
My Struggle
November 1, 2019

الحراك الشعبي العربي وافتقاد المشروع المجتمعي العصري

كيف كانت ستكون مخرجات الحراك الشعبي لما سمي بالربيع العربي في إطار مشروع مجتمعي حداثتي يحمل المشعل؟
لماذا يتم إجهاض ومحاربة معظم التيارات الإصلاحية في الوطن العربي من طرف القوى الخارجية ؟
لماذا يطلق العنان لبعض التيارات المتزمتة ويتم احتضانها ماديا ومعنويا من طرف بعض الدول الأجنبية؟

.من المؤكد أن الأسئلة عميقة بطبيعتها وتحمل في طياتها ملامح حلول وآفاق مستقبلية وتحيل على تعرية بنية العوائق التي حرمت الشعوب العربية من نعمة التنمية 

لماذا نتحدث عن مشروع مجتمعي عصري بموازاة مع فترة ما بعد أحداث الربيع العربي (سواءا كانت تلقائية أو مفتعلة) رغم قصر المدة وصعوبة الإقبال على إجراء أي تقييم لمخرجاتها؟

من أهم المظاهر التي نعاينها في معظم الأقطار التي مر عليها إعصار الربيع العربي نؤكد على: تصاعد الإحساس بالضياع وفقدان البوصلة،  استمرار مسلسل البلقنة،  تزايد عمليات العنف المبنية على النعرات الطائفية والمذاهب الدينية، طغيان التيار المتزمت، توغل التدخل الخارجي، تعمق ظاهرة الارتداد، انهيار الاقتصاد المحلي الهش وتزايد النزاعات والصراعات البينية. هل المسألة طبيعية في مسار بناء ديمقراطية ناشئة؟

على المستوى الإقليمي، يفتقد التجمع العربي لمشروع حقيقي يجابه أطماع المشاريع الإقليمية بالمنطقة وتظل الدول العربية مجرد شظايا متطايرة سلبت حقوق صنع القرار وتقرير
.المصير

:من هنا تظهر بجلاء أهمية وجود مشروع حداثي تقدمي يقود النضال الشعبي و يؤطر كفاح السواد الأعظم منا لعدة اعتبارات 

على المستوى الثقافي
يستهدف التيار التنويري البنيات الثقافية التقليدية الجامدة ويحررها من الركود والاندثار ببث الحركية والحيوية في هياكلها ويهيئ قابليتها للتفاعل أكثر مع الخارج ويركز على الترفع
.على كل ما هو سلبي ومميت بتبني العقلانية والموضوعية ويسعى إلى مجابهة الحاضر والخوض في المستقبل كفاعل وليس كمفعول به
كما يركز على توظيف الطاقات البشرية في إطار مؤسسات تخضع للقانون وقيم العدل والنزاهة والشفافية والتكليف حسب الكفاءة ويبث ممارسة لمبادئ العمل والمكابدة وإعمال العقل
.عوض التواكل وانتظار الغنيمة

إلى ماذا أوصلتنا أنماط تفكيرنا التقليدية المتوارثة في ظل انفصالها عن الاجتهاد والإبداع؟

على المستوى النفسي
يبحث المشروع التنويري عن خلق نقط ارتكاز تمنح الأمل وتعيد الثقة في النفس والشعور باحترام الذات والإقلاع نحو الأفق المستقبلي.
إذ بوجود نقاط ارتكاز قريبة يمنح الأمان والطمأنينة ويسود عرف ممارسة المساءلة والتدبر للانطلاق من جديد. حقيقة يجد الغرب نقاط ارتكازه في آخر الاكتشافات العلمية الحديثة
.والتي قد لا تتجاوز السنة على حدوثها، لكن في المنطقة العربية  تتباعد ويتزايد ببعدها الشعور بالانكسار والهزيمة واليأس والخنوع والقابلية للاستعمار وفقدان الثقة في النفس

على المستوى الاقتصادي
يستند الفكر الإصلاحي التنويري على فكر اقتصادي واقعي يتعاطى مع حقيقة الأزمات ويحاول إيجاد البدائل الموضوعية بعيدا عن خطاب الأيديولوجيات وتوصيات المؤسسات الاقتصادية الدولية لضمان الاستقلالية  وضبط التوازنات الماكرو اقتصادية تبعا لرؤية اقتصادية محلية تصارع للتحوا من اقتصاديات الريع والاستهلاك إلى اقتصاديات الإنتاج وإثبات
.الذات. كما ينفتح على تجارب الدول الصاعدة لأخذ العبر وإبداع سبل تدبير أكثر فعالية وترشيدا للموارد 

كشعوب عربية في بقعة جغرافية مطوقة نحتفظ بحق امتلاك طموحات وآمال نتوق إلى تحقيقها على أرض الواقع، لكننا ربما نفتقد للمشروع المرجعي القائد الحامل لرؤية مجتمعية
.حداثية وأكثر واقعية. لدينا قوة دفع بشرية عظيمة تحتاج للتوجيه والتقنين الصحيحين نحو صون كرامة وبناء مستقبل شعوبنا 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *