في غمار عملية تقديس الأشخاص في العالم العربي
April 5, 2019
الأمن الاجتماعي بين الوهم والحقيقة
April 5, 2019

إعدام الرئيس صدام حسين هو إعدام لطموح الشعوب في التحرر والتنمية

كلما حلت ذكرى عيد الاضحى المبارك إلا واهتزت مشاعرنا لواقعة اعدام الرئيس صدام حسين بغض النظر عن مساوئ وأخطاء الرجل ونظامه الديكتاتوري، هناك عبر لابد من التوقف عندها لسبر أغوار أبعاد الحدث ككل
من المؤكد ان اعدام الرجل لم يكن لاعتبارات فردية او حسابات شخصية تتعلق بشخص الرئيس، بل هناك أسباب أعمق تتعلق بالعراق كباد و حضارة و قوة صاعدة متمردة على الغرب ومؤسساته

وثقافية وعلمية إلى درجة أن البلد أصبح يستقطب اليد العاملة من الخارج للاستجابة إلى الحركية الاقتصادية التي عرفها العراق. كان إعدامه استهدافا للإطاحة بدولة مسلمة مثلت نموذجا للتنمية لدول العالم الثالث بالارتكاز على مجهوداتها الذاتية لم يسمح لها المرور من وضع المستهلك إلى وضع المنتج تكريسا لصراع الشمال / الجنوب واستدامة لنهب خيرات المستضعفين وطمس قيمهم الثقافية

في المجال العلمي، أولى النظام العراقي الأهمية القصوى للبحث العلمي وكان سباقا للاستثمار في الموارد البشرية بتخصيص نسبة مهمة من ناتجه الداخلي للبحث العلمي كما هو الحال بالنسبة للدول المتقدمة كاليابان. كما تمكن العراق من القضاء على الأمية والنهوض بالوعي الثقافي للمواطن العراقي. أول أيام الغزو تم تخريب ونهب الكنوز الحضارية للبلد واغتيال العلماء العراقيين ومتابعتهم بالخارج

على الصعيد الخارجي، مثل العراق دولة ممانعة ومقاومة للإمبريالية والراسمالية والصهيونية و ناصرت العراق القضايا الاسلامي والعربية ماديا ومعنويا وعسكريا وفي مقدمتها قضية فلسطين ولم تتاجر بها ولا بالدين ولا بدماء الابرياء وحاصرت المد الشيعي في حدوده. بسقوط بغداد تعمق مسلسل التشييع في عدة دول عربية وأصبح أكثر جراة وعنفا من قبل

هذا هو النموذج الذي تم محاربته وابادته بحجج واهية وبتامر دول إسلامية وقوى إقليمية وأي معالجة سطحية للقضية واختصارها في رجل واحد قد يكون جهلا بالحقائق والوقائع وجحودا لرجالات العراق الأبرار
فعليا تمت بلقنة البلد وتخريبه والاجهاز على مقوماته المادية واثارة النعرات العرقية بين سكانه غير أن ذخيرته البشرية وهويته الحضارية قادرتان على النهوض به من جديد ولنا حق الاحتفاظ بكل الآمال

تم نشر المقالة على صحيفة رأي اليوم بتاريخ 22 غشت 2018 إعدام الرئيس صدام حسين هو إعدام لطموح الشعوب في التحرر والتنمية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *