HOW DO YOU DO?
October 22, 2017
PROGRAMME & PROGRAM
October 26, 2017

عن خلفيات تصريحات وزير الخارجية الجزائري اتجاه المغرب

ما صدر عن وزير الخارجية الجزائري،عبد القادر مساهل، من إهانات للمغرب ولدول شمال إفريقيا إنما ينم عن ثوابت لزمت السياسة الجزائرية الخارجية منذ سنين خصوصا اتجاه المغرب
تكشف تصريحات رئيس الديبلوماسية الجزائرية عن محدودية فكر الرجل وسطحية رؤيته للأمور، فعوض التحدث عن آليات خلق دينامية اقتصادية داخل الجزائر (باعتبار مناسبة تواجده في مؤتمر اقتصادي لمنظمة رجال الأعمال الجزائرية) ومناقشة سبل انقاد البلاد من الإفلاس والاعتماد على صادرات الطاقة، ارتأى إلى إصدار أقاويل هجومية سخيفة وبدون أدلة لا تصدر حتى عن المبتدئين في الممارسة السياسية
ربما هناك دوافع ضمنية لا تخفى على أحد. يمكن الحديث عن مسألة التعلق بالماضي والهروب إلى الوراء وعدم امتلاك الشجاعة للإقدام على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، فالرجل يتكلم بعقلية الماضي المتسمة بالصراع والمؤامرات ويتهرب عن الخوض في اكراهات الحاضر. كما أن تصريحاته
أظهرت الفجوة العميقة بين صناع القرار والشعب (كما هو الحال بالنسبة لأغلبية الدول العربية) ، إذ تبرأ الشارع الجزائري من تلك التصريحات واعتبرها سفاهة لا تغتفر و فتيلا لأزمة اخرى مع الجيران تبقى الجزائر في غنى عنها، الرجل لا يمثل إلا نفسه وكلامه مردود
من الناحية النفسية، تكشف تلك التصريحات وبجلاء الحقد المتوارث لدى رجال الخارجية والعسكر اتجاه المغرب وعدم الاستعداد لإبداء حسن النية في حل المشاكل العالقة بين البلدين وخلق تكامل اقتصادي تشاركي بين دول المغرب العربي في زمن التكتلات الجهوية. هناك على ما يبدو انزعاجا من طرف السلطات الجزائرية بخصوص الحركية الاقتصادية التي يعرفها المغرب تحسين بنيته التحتية ونجاحه في جلب الاستثمارات الأجنبية وتوغل مقاولاته داخل إفريقيا إذ يعتبر المستثمر الإفريقي الثاني بالقارة رغم ضعف موارده الاقتصادية. فيظل المغرب دائما مرجعا للمقارنة لدى المسؤول الجزائري وتتعمق بّذّلك هواجسه ومخاوفه النفسية
من جهة أخرى، الحديث عن دول شمال افريقيا الاخرى والخوض في شأنها الداخلي يرجع ربما إلى الإحساس بالعزلة الديبلوماسية للمسؤول الجزائري جراء فقدان البوصلة والارتماء في أحضان إيران والسباحة ضد التيار في عهد جديد لتشكل التحالفات الإستراتيجية، فظل كالمتفرج على ما يقع دون استيعاب خلفيات الأمور أو التأثير في مجرياتها
هناك استراتيجية كلاسيكية ومتآكلة لدى متسلقي تراتبية الحكم في القطر الجزائري الشقيق وتتمثل في إبداء العداوة للمغرب وإطلاق العنان لتصريحات مستفزة من أجل غض الطرف عن الأزمة الداخلية الخانقة ولفت الانتباه إلى شيء خارجي حساس يستفز مشاعر العامة
غني عن البيان التذكير بالعداوة التاريخية بين فرنسا و ألمانيا وما وقع بينهما من حروب، ومع ذلك فقد تم تجاوز منطق النزاعات بتثبيت وترسيخ منطق المصلحة العليا للبلدين الجارين اللذان يكونان النواة الصلبة للإتحاد الأوروبي
تبقى العلاقة بين البلدين ووشائج الصلة بين الشعبين متينة وقديمة لا يمكن التأثير فيها بتصريحات عديمة المعنى والمسؤولية والعقلانية. فمتى سينتهي مسلسل اللامبالاة هذا و يعلو منطق العقلانية
والتبصر والمصلحة المشتركة ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *