Le terrorisme économique
March 16, 2016
البساطة كأسلوب حياة
March 21, 2016

التفاؤل ولاشيء غير التفاؤل

كم هو جميل سماع كلمات من قبيل التفاؤل، الأمل، الحب، النجاح، التفوق لكن الأجمل هو الوصول إلى درجة عليا من الإيمان بهذه المعاني و محاولة جعلها كذخيرة تستعمل في جميع المواقف و المحالك
كل فرد على حدى يعي أهمية التفاؤل ويطمح إلى جعل حياته كلها تفاؤل وأمل، لكن عند كل اختبار تتباين مستويات التفاؤل و الأمل عند أفراد المجموعة الواحدة
فمصطلح التفاؤل يعني الاستعداد النفسي لرؤية جانب الخير في الأشياء والاطمئنان إلى الحياة. فهو عبارة عن ميل نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث كيفما كان نوعها وتوقع أفضل النتائج بمعنى النظر إلى الأمور بطريقة إيجابية و الابتعاد عن السلبية القاتلة
من منظور ديني التفاؤل هو حسن الظن بالله وتوقع الخير وعدم الانجراف نحو اليأس و اعتبار كل ما يحدث للمؤمن خير و أن وراء كل ذلك حكمة إلهية دائما في خدمة المؤمن ومصيره في الدنيا و الآخرة على حد سواء
فلا يأس مع الإيمان، والإسلام هو دين تفاؤل بامتياز. فالثقة وحقيقة التوكل على الله وحده تجعلان المؤمن لا يكترث بما يقع من أحداث وتقوي درجة الإصرار والإلحاح لديه على بلوغ الأهداف
في الواقع عندما نتحدث عن كيفية النظر إلى حدث معين و استيعاب ما يقع، نعني بالأساس النظر الإيجابي أو السلبي إلى الشيء انطلاقا من قناعات شخصية اكتسبت من خلال زخم من التجارب المعاشة و التأثيرات الخارجية. فهناك من يصمد كيفما كانت الصعوبات و العوائق ويحتفظ بنفس النظرة الايجابية للأمور وربما تصبح أقوى. بينما هناك من يستسلم ويميل إلى الزاوية السلبية للأمور ثم ينتهي به المطاف نحو اليأس و السوداوية
فالتفاؤل هو بمثابة بوصلة أمل تمنح الذات الشحنة الضرورية للإقبال على الشيء و التفاني في إنجازه لما تمنحه هذه الشحنة من يقين في الوصول إلى المبتغى عبر العمل الجاد و الفعال. فكيفما كانت درجة الإخفاقات وتشعب الصعاب يظل اليقين في ما هو آت مستقبلا، فنتقبل ما يحدث بنظرة نقدية هاذفة وطموحة ويتم الانكباب على ما هو مقبل بنوع من التحدي والثقة في النفس. فهذه الشحنة الايجابية تعمل كقوة دفع تؤدي إلى الحركة و المبادرة و تنتهي بالمحاولة و المداومة عليها، فتغذو بذلك تربية أو ثقافة ذاتية في خدمة الفرد ثم الجماعة
يتم تطوير أو اكتساب هذه الثقافة بتغذية الوعي بالأفكار الايجابية من خلال الاقتراب من الله عن طريق العمل و العبادة، دراسة تجارب الآخر (الناجح) سواء عبر المطالعة و المتابعة، أو بمصاحبة الأخيار و الاستفادة من تجاربهم عن قرب
فالتفاؤل يتغير كتغير درجة الحرارة و يحتاج للمحفزات حتى يظل في مستويات عليا. باختصار فكل إنجاز من ورائه طاقة و إرادة معنوية نابعة من قوة خفية تتجلى في الإيمان الايجابي لما سيحدث، فالتفاؤل يكون بذلك شحنة من ورائها عمل و مؤداها عمل آخر. فكل شيء يتمحور حول العمل و الإيمان الصادق بقيمة العمل
من خلال تجارب العظماء يتضح أن الاستثناء يأتي من تراكم المعهود. كل واحد منا يقبل على المحاولة و المبادرة لكن كم من واحد يعيدها في حالة الإخفاق ثم كم من واحد يراكم تكرار المحاولات. من هنا يأتي الفرق، من هنا تتضح الفجوة بين القوي و الضعيف، بين الحي والميت، بين المتحرك و الساكن، بين المتفائل و المتشائم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *